الفصل السادس أدت رحلات وأسفار أحمد أمين إلى تشكيل فلسفته الإصلاحية الجديدة

أول تجربة سفر لي كانت إلى أستنبول إذ لفتتني حاله تركية بعد انقلابي أتاتورك ونهضتها الحديثة

ورحت أسقط التغييرات في القوانين والنظم على مصر

متخيلا ما يمكن تطبيقه منها هناك ثم ذهبت في رحلة أخرى إلى بلاد الشام

فلسطين وسوريا ولبنانه وقد أرهبتني المستعمرات الصهيونية في الأراضي الفلسطينية

وأرعبني المستقبل الذي ستنتهي إليه البلاد وفي رحلتي

الى العراق تلقيت انتقادات من بعض رجال الدين الشيعة

بسبب ما كتبته في فجر الإسلام مستندا إلى آراء خصومهم

ولمّا استندت إلى أرائهم في كتابي ضحى الإسلام لم أعجبهم أيضًا

وليس الأمر مذهبيا فقد نقدت مذاهب أهل السنة لإنصاف فئة المعتزلة أيضا

وزرت أوروبا لعامين على التوالي من أجل حضوري مؤتمر المستشريقين

أذهلتني النهضة التي صنعتها نساء تلك البلاد بتربية أبنائهن على النظام والأخلاق

وأصعب ما وجهته في الرحلة الأولى هو القاء محاضرتي باللغة الإنقليزية

في المرحلة التالية من حياتي، بدأت الجامعة تفقد استقلالها بسبب تدخل وزارة المعارف في شؤونها

وواجهت ترقيتي إلى أساذ في الجامعة وكنت مساعد أستاذ عوائق انتهت برفض وزير المعارف لهذه الترقية

كمانه لم يوافق على منح درجة الدكتوراه عن كتابه فجر الإسلامي وضحاه

واصبت على إثر ذلك بالبول السكري ولم أحصل على الأستاذية

إلا بعد عناء قبل أن أصبح ممثلًا لكلية الأداء في مجلس الجامعة

وبقيت كذلك عشر سنين ولمّا انتدبت مديرا للإدارة الثقافية في وزارة المعارف

حققت حلمي بإنشاء مؤسسة ثقافة الشعبية الهادفة إلى التعليم غير المشروط

وانتشرت الفكرة في الأقاليم وبإحالتي إلى التقاعد اكتفيت بالعمل في لجنة التأليف والجامعة الشعبية

ودار الكتب والمجمع اللغوي وغيرها من اللجان إضافة إلى استمراري في تأليف الكتب ونشر المقالات وإذاعة الأحاديث

وتوليت لاحقا الإدارة الثقافية في الجامعة العربية

لأنه عمل ثقافي هدفه التعاون الثقافي بين الأقطار العربية

واحتفظت برئاسة مجلس إدارة الجامعة الشعبية إلى أن مرضته مرض الأخير

فخسرت رؤية العين اليسرة ثم منيحت الدكتورات الفخرية

وبعد مدة تعرضته لجلطة في المخ أدت إلى شلل نصفي مؤقت في الجانب الأيسر

بسبب جرعة زائدة في الأنسولينة