هنا... في زمن الحرب،
يتلاشى كل شيء
و لا يبقى للكون سوى درجات الرمادي
. رماد البيوت، رماد الأمنيات، ورماد الذكريات
التي كانت يوماً مضيئة.
الحرب ليست مجرد معارك أو خرائط تتغير.
و انما هي النظرة في عيني طفل
لم يعد يعرف شكل اللعب و لا الحرية .
هي السؤال المعلق في الهواء: "متى نعود إلى البيت؟"
في هذا المشهد المهيب ،
يختلط صدى القنابل
بصوت الصمت المخيف الذي يليها.
صمتٌ أثقل من الضجيج، لأنه
صمتُ الغياب.
غياب الرفيق... وغياب السلام .
إنها ليست حرباً على أرض فحسب،
بل على كل ما
هو إنساني فينا.
تُعلّمنا كيف نصمد،
نعم...
لكنها تعلمّنا أيضاً أن أغلى ما لدينا قد يُنتزع في لحظة،
وأن كلمة "غداً" ليست مضمونة.
ومع ذلك... حتى في أشد الظلام،
يبقى الصبر و اليقين
أنها ستفرج و أن كل شيء بيد الله
ثابت راسخ في من بقي على ارض الوطن
باسلا صابرا .
لأننا ندرك أن الحرب،
مهما طالت، و مهما واصل بطش طغاتها
هي مجرد فاصل أسود في كتاب التاريخ
و سنرى المستقبل بصفحات جديدة
و نكتب عليها قصة السلام و العودة ...
العودة للوطن .
